موقع قلهات الأثري

     على خط طول 59.373102 شرق خط غرينتش ودائرة عرض 22.696580 شمال خط الاستواء بمدينة قلهات الأثرية من ولاية صور بجنوب الشرقية يَقع ضريح بيبي مريم وهو ذو شكل متوازي أضلاع تعلوه قبة ترتكز على ثمانية أضلاع وهو أهم مَعلم في موقع قلهات الأثري الذي ينتمي للفترة الواقعة بين القرنين الـ13 والـ15 الميلاديين.

     قلهات تلك الحاضرة التي أورد ذكرها العديد من الرحالة والجغرافيون أهمهم ابن بطوطة والإدريسي وماركو بولو وياقوت الحموي. حيث وصفها ابن بطوطة في كتابه " تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" بقوله: (ومدينة قلهات على الساحل، وهي حسنة الأسواق، ولها مسجد من أحسن المساجد. حيطانها بالقاشاني، وهو شبه الزليج. وهو مرتفع، ينظر منه إلى البحر، والمرسى، وهو من عمارة الصالحة بيبي مريم، ومعنى بيبي عندهم الحرة. وأكلت بهذه المدينة سمكًا لم آكل مثله في إقليم من الأقاليم، وكنت أفضله على جميع اللحوم، فلا آكل سواه. وهم يشونه على ورق الشجر، ويجعلونه على الأرز ويأكلونه. والأرز يلجب إليهم من أرض الهند. وهم أهل تجارة، ومعيشتهم مما يأتي إليهم في البحر الهندي. وإذا وصل إليهم مركب فرحوا به أشد الفرح.)

      وعودًا على بدء ضريح بيبي مريم؛ فكلمة "بيبي" تركية الأصل وتعني السيدة وحاليًا نجدها تستخدم في الإندونيسية والبنجالية وبعض لغات دول وسط أسيا بنفس المعنى تقريبًا، والضريح بهاء الدين إياز خليفة محمود بن أحمد الكوسي القلهاتي مؤسس مملكة هرمز الذي اعتزل إلى قلهات وتوفي فيها سنة 712هـ/1312م فدفن في ضريح بديع المنظر بنته له زوجته مريم وحينما وصل البرتغاليون إلى السواحل العُمانية عام 1507م أدركوا أهمية موقع قلهات فاحتلوها، ولتقوية احتلالهم وقعوا اتفاقية مع حاكم قلهات، إلا أن السكان ما لبثوا أن ثاروا عليهم بعد عام واحد، فرد البُرتغاليون على هذه الثورة بتدمير قلهات. والراجح أنّ البرتغاليون لم يُدمروا الضريح لأنه يحمل اسم مريم (والدة السيد المسيح عليه السلام).